إذا كنت متداول مبتدئ قد تسأل احد المتداولين الناجحين، كيف تتعامل مع المشاعر أثناء التداول؟.
اجابة هذا السؤال ستكون في درس اليوم، وهو الدرس الثاني من سيكولوجية المتداول. والتي يجب أن تتابع السلسة كامله حتى تحقق أقصى استفادة.
نصائح لتجنب المشاعر أثناء التداول
قد لا يلاحظ الكثير من الناس أن سيكولوجية المتداول والتحكم في المشاعر من أهم الأشياء التي يجب على المتداول الألتزام بها من أجل النجاح في عالم التداول. ومن أجل ذالك سوف نشرح أهم الخطوات التي تساعدك في التغلب على المشاعر أثناء التداول.
التداول المستمر
لا يقتصر الأحتراف في التداول على تعلم التحليلات التقنيه والفنية فقط. لكن يجب عليك تطبيق كل ما تعلمته على الرسم البياني والأستمرار في التداول بشكل دائم حتى على الحسابات التجريبية. ومن أهم فوائد التداول المستمر هي :
- التداول المستمر يتيح لك التعلم بشكل فعلي ويكشف لك جميع أخطائك ونقاط ضعفك التي يمكن أن تعالجها مستقبلاً.
- يُحسن التداول المستمر من نفسية المتداول بحيث كلما استمريت في التداول تزداد ثقتك في استراتيجيتك. بالمقابل إذا كنت تثق في اداءك سوف تتقن التحكم في المشاعر بشكل كبير.
- التداول المستمر لايُنسيك ما تعلمتة في التداول، والأكثر من ذالك قد تفيدك الأستمرارية في اكتشاف أسرار وخبايا كنت لا تعرفها ولم تتعلمها ولا تستيطع معرفتها الا بممارستك على الرسم البياني.
التعلم من الأخطاء
تعتبر الأخطاء من الأمور البديهية والموجودة في كل إنسان، وبغض النظر عن مستواك في التداول هناك العديد من المتداولين الذين يرتكبون الأخطاء. المهم هو كيف تتعلم من هذة الأخطاء وكيف تتعامل مع الأخطاء وتقليلها، ومن أهم الأمور التي تساعد في تجنب بعض الأخطاء هي :
الألتزام بوقف الخسارة وجنى الأرباح والذي بدورة يساعد من تقليل الخسائر.
كل الأخطاء التي تقوم بها يجب تدوينها ومراجعتها من فترة إلى الأخرى والبحث عن سبب وقوع الخطأ من أجل تجنبة في المستقبل قدر المستطاع.
التحكم في العواطف
هناك الكثير من الأعداء الذين يريدون الأطاحة بك في أسواق المال، لكن تذكر دائماً إن ضبط النفس خلال التداول والتخلص من المشاعر هو وإدارة المخاطر هي من ستحميك في هذا السوق.
كل المشاعر مثل الخوف والحماس والطمع... الخ من المشاعر البشرية يجب تحييدها وتجنبها من خلال التداول بما يعطيك السوق. على سبيل المثال:
لنفرض انك حللت زوج GBPUSD وهناك العديد من الأشارت الأيجابية التي تدعم صفقتك الشرائية ولكنك خائف من دخول الصفقة. في هذة الحالة تجنب الخوف وتداول على اساس الأشارت الأيجابية التي رأيتها وليس على اساس التخمين أو الأحساس.
اذا خسرت صفقة لا تنتقم من السوق وتقوم بمحاولة استرجاع خسراتك بأسرع وقت. توقف عن التداول ثم راجع تحليلك لانة اذا خسرت صفقة في بداية اليوم فهناك احتمالية كبيرة أن تحليلك فية بعض الأخطاء وتحتاج إلى تعديل.
تجنب الثقة الزائده
تعتبر الثقة الزائدة في التداول سلاح ذو حدين من الممكن أن يفيدك، كما انة في نفس الوقت يمكن أن تسبب لك الثقة المفرطة خسائر كبيرة. مهما كنت متداول محترف فإن الثقة الزائدة قد نصيبك بالغرور وتجعلك تخرج عن استراتيجيتك، ومن أجل تجنب الثقة المفرطة اجعل نسبة نجاح تحليلك المتوقعة دائماً 50% ونسبة الخسارة 50%. فكر في الأمر جيداً وسوف تلاحظ ان تجنب الثقة المفرطة سوف تتحسن إدارة المخاطر الخاصة بك وسوف تقلص من خسائرك.
الابتعاد عن الطمع
الطمع هو الشعور الأكثر شيوعاً وخصوصاً لدى المتداولين المبتدئين يجب التحكم في هذا الشعور من خلال الأعتراف انة لايمكنك استغلال جميع الفرص في السوق ولا يمكن الأستفادة من تحركات الأسعار كاملة. تذكر أن الأهم من الطمع هو الطموح وهدفك الأول هو الأستمرار بالربح الثابت على المدى الطويل ولا يهم ان تمسك السعر من بداية الموجة أو من نصفها.
انشاء خطة تداول
تخيل معي ان ياتيك شخص ويقول لك سوف اعطيك 1000 دولار اسبوعياً مقابل وظيفة صغيرة تعمل في اليوم لمدة ساعتين وهي ان يعطيك حساب تداول ويزودك بنقاط الشراء والبيع وانت تقوم بالتنفيذ ولا يهم ان تخسر أو تربح فأنت سوف تحصل على المال بغض النضر عن النتيجه. أو أن يقول سوف نتداول والأرباح والخسائر سوف نتقاسمها بالنصف. بكل تأكيد سوف تختار 1000 دولار مضمونة أفضل من 10000غير مضمونة أو من الممكن حتى تواجه خسارة كبيرة.
يعود الفضل لخطة التداول هو انك عندما تقوم بعمل خطة تداول لايمكن أن تعتمدها في أسواق المال الا بعد الكثير من التجارب حتى تثبت فعالية هذة الخطة. وبعد ان تثبت فعالية الخطة بنفسك سوف تكون متداول خالي من المشاعر لانك في الأساس تثق في الخطة التي وضعتها.
هذا بالضبط هو مفهوم خطة التداول، خطة التداول هي من تجنبك الخسائر وهي التي تجنبك المشاعر أثناء التداول. وليس من المعقول ان كل شخص لدية خطة تداول فهو متداول فاشل.
خذ وقتك في التعلم
لا تستعجل ابدا ولا تتأخر في نفس الوقت، ولكن كيف يتم ذالك؟.
لا تستعجل على التعلم فتعلم التداول لا ينتهي وكل يوم يجب أن تتعلم شيئ جديد يكفي ان تتداول بأستراتيجية ناجحه ثم واصل التعلم. مانقصدة من التعلم المستمر ليس تعلم جميع مدارس التحليل الفني وإنما هو الممارسة على الرسم البياني بشكل مستمر ودراسة وأنشاء استراتيجيات جديدة واختبار نجاحها أو فشلها. قد تنشئ استراتيجية جديدة أفضل من الأستراتيجية التي تعمل بها.
لاتتأخر في التعلم من خلال دارسة جميع العلوم وتظن ان دارسة كل هذة العلوم سوف تفيدك في التداول. تعلم مدرسة أو مدرستين كحد اقصئ واتقنها أفضل من دراسة وتعلم جميع المدارس، لان النجاح الوحيد في التداول هو التميز مما يعني ان التميز في مدرسة واحدة أفضل من تعلم كل مدراس التحليل.
تجنب الخوف من ضياع الفرص Fomo
يشير ال FOMO إلى الخوف من ضياع الفرصة (fear of missing out) قد يعتقد البعض ان هذا الأمر ليس له علاقة بالتداول لكن في الحقيقه هناك علاقة قوية بين الفومو والتداول.
السبب في شعور الناس بالفومو هو احساسهم ان الفرصة ضاعت ولن تتكرر وهذا ماحصل في 2018 عندما صعد البيتكوين إلى 20 الف دولار ولكنها سرعان ما هبطت إلى 3000 دولار وتجددت الفرص. ونفس الفرصة تكررت في البيتكوين عندما حقق قمة جديدة حول 69 الف دولار، بالمقابل هبطت فيما بعد إلى 15 الف دولار.
ماالفائدة من كل هذا الشرح؟
الفائدة مما ذكرنا انه يجب على المتداول ان لا يستعجل وان تكون له رؤيه عميقه في السوق ويجب أن يدرك ان الفرص تضيع لكنها لا تنتهي. والصبر والحكمة هي الحل الوحيد لتجنب الفومو.
خذ استراحة
لا تعتبر التداول وظيفة بدوام كامل وترهق نفسك مراقبة الرسم البياني في كل الأوقات. يكفي ان تضع تحليلك ثم تنشئ تنبية لنفسك اذا وصلت الأسعار إلى المكان الفلاني سوف ابيع أو اشتري ثم تحدد أهدافك وخسارتك المتوقعة ثم تغلق الرسم البياني. وهذة الخطوة موجهه للمبتدئين من أجل الحد أو التقليل من المشاعر السلبية، اما المحترفين فهم يعرفون جيداً كيف يتعاملون مع السوق.
سيكون تخصيص ساعتين او ثلاث ساعات من يومك للتداول كفيلة بتحصيل عائد شهري من خلال تداولاتك. وهذا المثال ينطبق على الصياد في البحر اذا دخل البحر فهو يعلم أن هذا البحر غدار فيقوم بأخذ صيدة ومغادرة الأمواج الهائجة في أسرع وقت. بينما الذي يكون متواجد في البحر على فترات طولية فهو أكثر شخص معرض للغرق.
وانت عزيزي المتداول كلما زاد تواجدك في السوق زادت احتمالية خسائرك خذك ارباحك أو اكتفي بخسارة بسيطة وغادر السوق حتى ترتب اوراقك من جديد ثم عد في يوم آخر.
الخاتمه
نختم مقال اليوم بجملتين بسيطة في النطق ولكنها عميقة جداً من الناحية العملية وضع تحت هذة الجملتين مليون خط
